أحكيلي عليها يا بابا أحكيلي عليها
ـ بابا، اليوم في حصّة التاريخ، قرينا على الثورة التونسية، مازلت تِثبت عليها ؟
على سماعي كلمة الثورة التونسية، تبسّمت... تفكّرت أيّامات حلوّين ياسر. أيّامات صاروا عندهم 20 سنة. ا
ـ إييييه يا بنتي، وهوما الأيّامات هاكم يتّنساو ؟ عامتها عمري قريب ال22 سنة و حد ما كان يتصوّر إلّي في شهر من زمان، بن علي باش يطيح. حد ما كان يتصوّر إلّي في تونس، هالتطوّرات هذي الكلّها باش تصير. حد ما كان يتصوّر إلّي بعد 55 سنة، تونس باش تنتصر مرّة أخرى على إستعمار آخر أمّا داخلي. ا
ـ 22 سنة عمرك ؟ معناها تولدت في عهد بن علي و 22 سنة وإنتوما فرد ريتم ؟ ههههه
ـ أضحك أضحك. إنتي تظهرلك حاجة غريبة خاطر عمرك 14 سنة و حضرت على 3 رؤساء وهاو باش يولّيوا 4 في الإنتخابات متاع السنة، أمّا نحنا وقتها كانت عنّا حاجة عاديّة، و هي في الحقيقة موش عادية، حد ما كان ينجم يتكلم، حد ما كان ينجم يعارض، خلّاونا نشكّوا في العطار، في الحمّاص و حتّى في جيرانّا و صحابنا لا يطلعوا صبّابة، و من شيرة أخرى قفّافة الزين نهار كامل يبندروا باش يخلّيوا أصحاب العقول الصغيرة و النفوس الضعيفة تحسّ إلّي هو الأمثل و إلّي بلاش بيه، تونس تمشي في هاوية. تتكلّم كلمة هكّا وإلّا هكّا ؟ تذوق العذاب و تشبع بالحبس. عباد ماتت، و عايلات تشرّدت و صغيّرات تيتّمت، هذا آش كان صاير. ا
ـ ملّا حالة. وفي 20 سنة، تبدّلت برشا تونس ؟
ـ شوف بنتي، السياسة تبدّلت، الإقتصاد تبدّل، العباد بيدها و العقليات تحسّنت، الجهويّات تنحّات، الكلنا رجعنا توانسة و ما فمّاش فرق كبير بين الجهات ما عدا في تقاليدهم و إلّا في لهجتهم و إلّا في ماكلتهم، و التقاليد الكل و اللهجات الكل و الماكلات الكل عزاز غاليين ما دامهم توانسة... فيييين كنّا و فيييين صبحنا الحمد لله. أمّا فمّا حاجة قعدت هيّا هيّا، هواء تونس إلّي ما كيفو هواء. هواء تونس إلّي تنفّسو حنّبعل قبل ما يمشي يحارب الرومان. هواء تونس إلّي تنفّسو عقبة إبن نافع كيف أسّس مدينة القيروان و جعلها عاصمة للإسلام في إفريقيا. الهواء إلّي تنفّسوه جدودنا و خذاو منّو القوّة باش ما يخافوش قدّام المستعمر الفرنسي حتّى لين خرّجوه من بلادنا و أسّسوا الجمهوريّة. الهواء إلّي تنفّسناه عام 2011 و أنعشنا بيه روارينا باش لقينا نفس و جهد نعيّطوا بيه بن علي "ديڤاج". و هوّ بيدو الهواء إلّي تنفّسناه بعد الثورة باش لقينا العزيمة و القوّة و الصبر إلّي وصّلنا بيهم البلاد إلى الحالة إلّي يقتدا بها هذي. و هوّ بيدو الهواء إلّي تتنفّس فيه إنتي و صحابك توّا باش يكبر فيكم حب هالبلاد و تواصلوا المشوار و تاخذوا علينا المشعل. ا
غمّضِت البنيّة عينيها، تنفّست بالقوي، و تبسّمت... و تبسيمتها خلّاتني نحسّ إلّي تونس باش تكون بين أيدي أمينة إنشاء الله. ا
محمّد علي حكيمة
06/03/2011